تقوم شركة سامسونج للإلكترونيات بفحص وتعديل مجموعتها من الهواتف الرائدة للعام المقبل، وذلك استعدادًا لإطلاق أول هاتف ذكي قادر على استخدام شبكات الجيل الخامس 5G، إلى جانب إطلاقها لأول نموذج لهاتف رائد منخفض التكلفة بشاشة قابلة للطي، ويأتي ذلك في محاولة منها لتحدي شركة آبل والبقاء متقدمة على منافسيها الصينيين، حيث تجري الشركة الكورية الجنوبية الواقع مقرها الرئيسي في مدينة سوون Suwon محادثات مع شركة فيريزون للاتصالات لإطلاق هاتفها Galaxy S10 في الولايات المتحدة المتضمن شريحة لاسلكية داعمة لشبكات الجيل الخامس.
وبحسب المعلومات فإن هذه المنتجات ما تزال قيد التطوير، ويتمثل الهدف من المحادثات في تأمين الدعم من أكبر شركة خدمات محمول في الولايات المتحدة لتعميم التكنولوجيا، والتي تم تصميمها لنقل البيانات أسرع بعشر مرات من شبكات الجيل الرابع المستخدمة الآن، ويبدو أن سامسونج قد قامت بتضمين جهاز استشعار بصمات الأصابع تحت شاشة هاتفها Galaxy S10، لتتغلب بذلك على التحديات التي تواجهها منذ سنوات طويلة في إنتاج مثل هذه الأجهزة.
ويفترض أن يقوم أكبر صانع للهواتف في العالم بإطلاق ثلاث إصدارات من هاتفه الرائد Galaxy S10، بما في ذلك إصدار بسعر معقول لجذب أكبر مجموعة من المستهلكين، وفي حين أن سامسونج تمتلك بالفعل مجموعة من هواتف الفئة الأرخص Galaxy A، فإن هذه الخطوة توضح أن الشركة تتقاسم مع آبل القلق بشأن الشركات المنافسة الصينية مثل هواوي وشاومي وأوبو التي تواصل كسب العملاء من خلال تقديم أجهزة رائدة بأسعار أقل.
كما تتجه سامسونج لاستكمال تطوير جهازها القابل للطي، والذي تأمل أن يجعلها تهيمن على سوق متخصصة تتمتع بإمكانات النمو، وقال كليف مالدونادو Cliff Maldonado، المحلل في شركة أبحاث السوق BayStreet في سان فرانسيسكو: “إذا فكرت في الكيفية التي يمكن من خلالها لشركة سامسونج أن تميز نفسها وتتنافس في هذا السوق، فإن ذلك يمكن في الأجهزة، هذا هو مكانهم الطبيعي، وهاتفهم القابل للطي سيكون بمثابة نقطة هامة لتحديد المواقع وفرز العلامات التجارية”.
ويحتوي الإصدار الأساسي من هاتف Galaxy S10، والذي يحمل الاسم الرمزي “Beyond”، على شاشة OLED منحنية من الجانبين، وزوايا مستديرة الشكل، بدون أي حافة تقريباً في الأعلى والأسفل، وسيكون بنفس حجم طراز Galaxy S9 الحالي بحجم 5.8 إنش، مع كاميرا خلفية ثلاثية العدسة، وكاميرا أمامية مرئية ومتموضعة تحت الشاشة، كما تخطط سامسونج أيضًا لإصدار نسخة “plus” أكبر من الهاتف خلال العام القادم.
وتفتقر النسخة الأقل تكلفة من هاتف Galaxy S10 إلى الشاشة المنحنية من الجانبين، والتي كانت بمثابة سمة مميزة للهواتف الرائدة من سامسونج منذ إطلاقها جهاز Galaxy Note Edge في عام 2014، كما أن هذه النسخة منخفضة التكلفة قد تأتي بدون مستشعر بصمات الأصابع المدمج تحت الشاشة لتقليل التكاليف، وتعمل سامسونج أيضًا مع نموذج لهاتف Galaxy S10 بدون منفذ سماعات الرأس، مما يشير إلى أنها قد تتبع خطوات آبل في الانتقال إلى استخدام سماعات الرأس اللاسلكية ضمن أجهزتها.
وقالت سامسونج في بيان: “نحن نعمل باستمرار على تطوير محفظة الهواتف الذكية لدينا لنقدم لعملائنا ابتكارات وخبرات جديدة ومثيرة. وليس لدينا في هذا الوقت أي شيء لمشاركته حول الأجهزة المستقبلية”، وتشير المعلومات إلى أن الجهاز ذو الشاشة القابلة للطي يحمل الاسم الرمزي “Winner”، وكان قيد التطوير لسنوات، وتجري سامسونج مناقشات لاعتماد نموذج من نموذجين أوليين أحدهما أطول أفقيًا والآخر أطول عاموديًا عند فتح الجهاز.
ووفقًا للمعلومات فإن الشاشة القابلة للطي لا تحتوي على مستشعر بصمات الأصابع مثل Galaxy S10، بسبب الصعوبات التقنية الفريدة لشاشاته المرنة، لكنه يحتوي على شاشة إضافية بقياس 4 إنش في الخارج، مما يسمح للمستخدمين بالاستمتاع بالميزات الأساسية مثل فحص البريد الإلكتروني والرسائل دون الحاجة إلى فتحه، ويتم فتح الشاشة بشكل يشابه ما كانت عليه الهواتف المحمولة القديمة مثل Motorola Razr ولكن مع شعور أكثر سلاسة.
ويزن النموذج الأولي أكثر من 200 جرام، وذلك لأنه يحتوي على شاشات أكبر من أي هاتف آخر في السوق، مما يعني أن سامسونج قد تضطر إلى تقليل حجم البطارية لجعل الجهاز أخف وزنًا، وبالرغم من خضوع المفاصل لاختبارات داخلية للطي لأكثر من 200 ألف مرة، وهو الحد الأدنى لقوة التحمل، إلا أن التساؤلات لا تزال تدور حول ما يسمى معدل العائد في الإنتاج الضخم، إذ عندما يتم إنتاج منتج بكميات كبيرة، فقد تنشأ مشاكل تقنية غير موجودة في النماذج الأولية.
وتعمل شركتا سامسونج وجوجل على تطوير إصدار خاص من نظام التشغيل أندرويد لهذا الهاتف، حيث تعتمد واجهة المستخدم النهائية بشكل كبير على التصميمين اللذين يتم اختيارهما، كما أن سامسونج قد لا تكون قادرة على إطلاقه تجاريًا حتى الربع الثاني، وقال بريان ما Bryan Ma، نائب رئيس أبحاث الأجهزة في شركة أبحاث السوق آي دي سي IDC: “تحتاج سامسونج فعلاً إلى إطلاق هذا الهاتف في المرحلة التالية، لا سيما أن طرازات S9 و Note 9 كانت مملة، حيث ستكون ميزة الشاشة القابلة للطي مدعاة تفاخر للشركة، لكنني لا أتوقع أن تكون النتيجة فورية”.
ويزداد الضغط على الشركة الكورية الجنوبية لكي تكون أول من يوفر هاتفًا قابلًا للطي في الأسواق، حيث يقوم المنافسون من آبل والمصنعين الصينيين بشراء كميات من الشاشة المرنة القابلة للتكيف التي تنتجها شركتها الفرعية Samsung Display، ومع ذلك، فإن التطوير المستمر يجعل من غير المحتمل أن تكشف سامسونج النقاب عن نموذج فعلي للهاتف القابل للطي في مؤتمر مطوري الشركة في سان فرانسيسكو، ويخطط فريق من المهندسين لمرافقة مدير قسم الهواتف الذكية دي جي كوه DJ Koh إلى الحدث لتقديم نظرة مفصلة للهاتف ومميزاته وواجهة المستخدم.