تروج جماعة هندية -تعتنق ما تعرف بـ"الديانة الجاينية"- لنوع جديد من الحرمان عبر مسابقة أطلقت عليها اسم "الصيام الرقمي" مصممة لفطام الشباب عن هواتفهم المحمولة، وترفع شعار "الهاتف المحمول خادم جيد لكنه سيد خطير".
ووافق ألفا شاب على الانقطاع عن هواتفهم المحمولة وأجهزة الحاسوب الشخصية والأجهزة اللوحية لمدة 12 ساعة يوميا ولـ50 يوما.
والفكرة -حسب تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" (The Times) البريطانية- تعود إلى راجيش كومار شاه رئيس الجماعة في مدينتي أحمد آباد وجوجارات، والغرض من هذه الحملة -التي بدأت في يوليو/تموز الماضي- "تطهير" المشاركين فيها ذهنيا.
وتقول الجماعة -التي ذاع صيتها في الهند لتفانيها في الصيام في مناسبات أعياد الميلاد والمهرجانات والعطلات- إن هذه الحملة تمثل فرصة للشباب المنتمين إليها للتواصل مع الأسرة والأقارب والطبيعة وتحسين مستوى التركيز لديهم.
وتقوم فكرة المسابقة على حصول الذين يمسكون عن استخدام الهواتف لمدة 12 ساعة يوميا من الساعة 9 صباحا وحتى 9 مساء على نقاط تراكمية، والجائزة المقدمة للفائزين العشرة الأوائل رحلة إلى أحد الأماكن المقدسة في غابة "جارخاند".
ورغم صغر الجماعة فإنها تمتاز بالثراء وتشتهر بالعادات غير المألوفة وبالنجاح في مجال المال والأعمال، والمنتمون إليها نباتيون ملتزمون ويستخدمون أقنعة الوجه لتفادي بلع الحشرات من غير قصد، وبعضهم يتجنبون أكل النباتات الجذرية بزعم أنه ربما تأذى كائن حي أثناء اقتلاع هذه النباتات من الأرض.
وبالنسبة لجماعة "الديانة الجاينية"، فإن صيام 12 ساعة لا يعني شيئا؛ فصيامهم عن الأكل قد يمتد أسابيع، بل إن بعض المتعصبين منهم -خاصة كبار السن أو المرضى- يصومون صياما لأجل غير مسمى من أجل الموت تأسيا بتقليد يسمي "سانسارا"، أي إضعاف الجسم كلية.
أحد أتباع الجماعة -ويدعى يوغيش (40 عاما)، وهو موظف تقنية معلومات ويقضي 12 ساعة في اليوم أمام شاشات الحاسوب- اقترح إضافة وسائل التواصل الاجتماعي إلى قائمة ما يسمونه "فياسان"، وتعني العادات الضارة المحرمة لدى الجماعة، وهي: الزنا والغش وأكل اللحوم وشرب الكحول والصيد والبغاء والقمار.
ويرى يوغيش أن وسائل التواصل الاجتماعي أخطرها جميعا لأن في إمكانها أن تؤدي بالمرء إلى ارتكاب المحرمات السبع الأخرى، ويضرب مثالا لذلك بالقول إن الشخص قد يبدأ فى لعبة فيديو ويفوز بنقاط، ثم يلعب بعد ذلك القمار مقابل المال. ويضيف يوغيش أن "وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تصبح طريقا غير معلوم الوجهة، وقد يقود صاحبه إلى الهلاك".
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول إن محاولاتها لمحادثة رئيس الجماعة راجيش شاه باءت بالفشل لأن هاتفه مغلق.