من المؤكد أنه ليس من السهل الوصول لمنصب المدير التنفيذي في شركة مثل "جوجل"، لكن الهندي "ساندر بيتشاي" لم يكتف بتقلد هذا المنصب عام 2015 فقط، ولكنه أيضاً أصبح المدير التنفيذي لكلا من "جوجل" والشركة الأم لها "ألفابت" عام 2019 خلفاً للشريك المؤسس "لاري بيدج".
وقد قطع "بيتشاي" طريقاً طويلاً بدءاً من بداياته المتواضعة في الهند، وحتى الوصول إلى هذا المنصب، الذي حقق نجاحاً كبيراً به، ففي العام الذي تولى به منصب المدير التنفيذي لشركة "ألفابت" بلغت إيرادات الشركة 161.8 مليار دولار، أي نحو ضعف ما حققته الشركة من إيرادات (74.9 مليار دولار) عام 2015، مما يطرح تساؤلاً حول الطريق الذي سلكه "بيتشاي" ليصل إلى ما وصل إليه.
بدايات متواضعة
- وُلد"بيتشاي" في مدينة تشينايفي الهند عام 1972، وكان والده يعمل مهندساً كهربائياً، بينما كانت والدته تعمل كاتبة اختزال، وقد عاش "بيتشاي" حياة متواضعة.
- فلم تكن أسرته تمتلك جهاز تلفزيون أو سيارة، وكان ينام على أرضية غرفة المعيشة مع أخيه الأصغر، حيث كانت أسرته تعيش في شقة متواضعة مكونة من غرفتين.
- ورغم هذه الظروف كان بيتشاي متفوقاً دراسياً، فبعد دراسته لهندسة المعادن في المعهد الهندي للتكنولوجيا في كاراجبور، حصل بعد التخرج على منحة في جامعة ستانفورد، وكانت تكلفة تذكرة الطائرة من تشيناي إلى الولايات المتحدة تتجاوز الراتب السنوي لوالده.
- نجح "بيتشاي" في الحصول على درجة الماجستير في علوم المواد والهندسة، كما حصل على ماجستير إدارة الأعمال من كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا.
- وبدأ "بيتشاي" حياته المهنية بالعمل مديراً للمنتجات في شركة "أبلايد ماتيريالز" "Applied Materials"، وأصبح فيما بعد مستشاراً إدارياً في شركة "ماكينزي" "McKinsey & Co"للاستشارات الإدارية.
صعود بيتشاي
- عينت "جوجل" بيتشاي عام 2004، ليقود فريق لتطوير شريط أدوات جوجل، بالإضافة إلى متصفح "جوجل كروم".
- وفي عام 2013 أصبح المسؤول عن نظام تشغيل "أندرويد"، والذي تعمل به معظم الهواتف الذكية في العالم.
- بعد ذلك بعام عُين "بيتشاي" في منصب مدير المنتجات في شركة "جوجل"، وأصبح مسؤولاً عن جميع العمليات التي تتم على منصات "جوجل"، بما في ذلك البحث، والتطبيقات مثل الخرائط و"الجي ميل".
- كان "بيتشاي" قادراً على تطوير المنتجات في كل منصب تولاه، والوصول إلى مستخدمين جدد، مع الحفاظ على الجودة وتحقيق الإيرادات.
- وقد جعله نجاحه مرشحاً بقوة لتولي منصب المدير التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، وهو المنصب الذي تولاه في النهاية الهندي "ساتيا ناديلا".
- بينما تولى "بيتشاي" منصب المدير التنفيذي لـ"جوجل" عام 2015، وعندما تمت إعادة هيكلة الشركة، تولى منصب المدير التنفيذي لشركة "ألفابت" عام 2019.
التحديات المستقبلية
- في شهر ديسمبر عام 2018 مثل "بيتشاي" أمام اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأمريكي.
- وخلال جلسة استجواب استمرت 3 ساعات، أجاب "بيتشاي" عن أسئلة متعلقة بجمع البيانات، والأمان، وتحيز الخوارزميات.
- ويبدو أن المشكلات المتعلقة بجمع بيانات المستخدمين وغير هذه من قضايا، لن تكون التحدي الأخير أمام "بيتشاي"، ومن المحتمل أن تخضع ممارسات شركة "جوجل" للتدقيق مرة أخرى.
- لكن أداء "بيتشاي" السابق في الشركة قد يكون مؤشراً كبيراً على إمكانية نجاحه على المدى الطويل في مواجهة التحديات، وأيضاً على مواصلة تحقيق الأرباح للشركة.
المصادر: إنفيستوبيديا