قبل سنوات ليست كثيرة جدا، كانت أجهزة الكمبيوتر كبيرة للغاية لدرجة أنها تشغل غرفًا بأكملها، ولكن اليوم صارت بعض وحدات المعالجة صغيرة مثل بضع بقع من الغبار، ورغم كل ذلك ثبت أن تقليص بطاريات الكمبيوتر لتناسب هذا الحجم يمثل صعوبة أكبر.
مع وجود مساحة صغيرة للتخزين، يجب أن تعتمد أصغر أجهزة الكمبيوتر على خلايا الموجات فوق الصوتية أو الخلايا الكهروضوئية لملء البطاريات الصغيرة باستمرار بالطاقة من الاهتزازات أو ضوء الشمس، وهذا له سلبياته لأن الكمبيوتر لن يعمل بدون مصدر طاقة ثابت أو في الأماكن المظلمة مثل جسم الإنسان، لذلك يطور بعض العلماء في أوروبا هيكلًا بديلًا عبارة عن بطارية صغيرة جدا تعتمد على طي طبقات رقيقة متناهية الصغر مثل الأوريجامي، بحسب موقع «ساينس ألرت».
طور الباحثون في بريطانيا بطارية تعد هي الأصغر على الإطلاق، حتى الآن وضعوا نموذجا أوليا، لكن النتائج الأولية مشجعة، ونشروا نتائج بحثهم الخاص بهذه البطارية وكتبوا فيها: «هناك حاجة ماسة لتطوير بطاريات عالية الأداء لنظام حجم المليمتر وما دون المليمترات لأن أنظمة تخزين الطاقة هذه ستسهل تطوير أنظمة دقيقة مستقلة حقًا».
توصل مخترعو البطارية الصغيرة الجديدة إلى تطويرها باستخدام نظرية قائمة على ضغط إلكتروليت (مادة تحتوي على أيونات حرة تشكل وسطا ناقلا للكهرباء) صلب بين شريحتين صغيرتين مطليتين بغشاء رقيق للغاية من الأقطاب الكهربائية، أحدهما موجب والآخر سالب.
بمقياس المليمتر المكعب، من الصعب للغاية دحرجة مواد رقيقة وهشة إلى هذا النوع من الشكل عن طريق الضغط الخارجي، ولكن لحسن الحظ هناك طريقة أخرى لجعل المادة تطوى من تلقاء نفسها، وتسمى «الأوريجامي الصغير».
يعمل نوع التقنية الجديدة مثل ستارة النافذة المتدحرجة، وتمكن الباحثون من تحقيق هذه الحركة عن طريق تثبيت جانب واحد من المادة الرقيقة لإنشاء شريط نافذة ستارة في جوهرها، وفي النهاية استطاع الفريق تجميع نموذج أولي للبطارية الصغيرة في مساحة لا تتعدى 0.04 ملليمتر مربع، مما يوفر سعة أعلى بثماني مرات مما يمكن أن تحققه بطارية مسطحة بحجم مماثل.