أعربت الحكومة الفرنسية عن خوفها من اندلاع "أعمال عنف جسيمة" في العاصمة باريس يوم السبت المقبل في الوقت الذي لم تظهر حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية إلا القليل من التهدئة.
وحثت الشرطة ملاك المتاجر والمطاعم في منطقة الشانزليزيه بإغلاق أعمالهم يوم السبت أثناء الاحتجاجات المرتقبة، وذلك بحسب إخطارات وصلتهم وقالت وكالة فرانس برس للأنباء إنها اطلعت عليها.
وأعلنت الحكومة إلغاء الزيادات الضريبية على الوقود، والتي كانت الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات.
لكن البلاد شهدت اتساعا لحالة من السخط على الحكومة، وقد اندلعت بالفعل عدة احتجاجات لأسباب أخرى.
واعتقلت الشرطة اليوم أكثر من 140 شخصا أثناء مظاهرة احتجاج على إصلاحات مقترحة في مجال التعليم. وتحولت المظاهرة، في منطقة إيفلين، إلى اشتباكات، بحسب تقارير.
تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءةمواضيع قد تهمكمواضيع قد تهمك نهاية
وفي هذه الأثناء، يبدو أن مظاهرة يوم السبت لنشطاء "السترات الصفراء" ماضية قدما كما هو مخطط لها.
وكانت الاحتجاجات الأخيرة قد تحولت إلى أعمال عنف وتسببت في خسائر فادحة بلغت ملايين اليورو.
ما الذي قاله رئيس الوزراء؟
قال رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، أمام مجلس الشيوخ إن السلطات سوف تستخدم "أساليب استثنائية" يوم السبت بالإضافة إلى أن 65 ألف ضابط شرطة سيكونون في الخدمة عبر فرنسا.
ومع تأكيد إلغاء ضريبة الوقود، قال لأعضاء المجلس إن هدوء غالبية المتظاهرين في أنحاء فرنسا يتناقض مع "العنف المتطرف" في باريس.
ومضى قائلا "بخلاف آخرين، لا أسعى لتوزيع اللوم (في المسؤولية) عن هذا الغضب". وأشار إلى أنه، بحكم منصبه كعمدة مدينة لو هافر الساحلية بشمال فرنسا، شعر بزيادة الغضب هناك عاما بعد عام، عقب كل انتخابات. وأضاف "كان (الغضب) صامتا لفترة طويلة، لأنه تم إسكاته لفترة طويلة، بسبب الخجل، وأحيانا بسبب التكبر".
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن فيليب سيتخذ قرارا يوم السبت بشأن نشر مركبات عسكرية لإخلاء الشوارع في باريس إذا أقيمت حواجز. ولم يحدث مثل هذا الأمر منذ عام 1968.
أفضت احتجاجات الأول من ديسمبر/ كانون الأول إلى حدوث أعمال شغب وُصفت بالأسوأ خلال عقود، وأسفرت عن وقوع إصابات واعتقالات.
كثير من المحتجين هم من المواطنين الملتزمين بالقانون، وقد شاركوا في احتجاجات حظيت بدعم شعبي كبير وتوصف على نطاق واسع بأنها حركة ديمقراطية شرعية.
لكن وزير الداخلية قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن عدم وجود هيكل مركزي أو قيادة رسمية للحركة يجعل المتطرفين و"مثيري الشغب" ينضمون على الأرجح إلى المسيرات والتحريض على أعمال العنف.
وأعربت مصادر من الرئاسة الفرنسية عن قلق الحكومة من استمرار أعمال العنف مساء يوم الأربعاء.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، أنييس بوزان، لراديو "آر تيه إل" الفرنسي صباح اليوم "ثمة قلق بشأن أعمال العنف هذه، ومن بعض الذين لا يرغبون في إيجاد حل".
وتفكر الحكومة في حشد قوات من الجيش لحماية الآثار الوطنية المهمة، وفقا لما ذكرته قناة "بيه إف إم" التلفزيونية الفرنسية، بعد أن تعرض نصب قوس النصر التذكاري الشهير إلى أعمال تخريب الأسبوع الماضي.
تجاوزت احتجاجات "السترات الصفراء" حدود الغضب الأولي من فرض ضرائب على الوقود. وأصدرت الحركة الأسبوع الماضي، على الرغم من غياب قيادة مركزية لها، أكثر من 40 طلبا للحكومة.
وكان من بين هذه الطلبات ما يتعلق بالحد الأدنى للمعاشات، وتغيير واسع النطاق لنظام الضرائب وتخفيض سن التقاعد.
وأقرت الحكومة بالفعل ببعض المخاوف، وذلك في مؤشر على أنها قد تراجع "ضريبة الثروات" التي ألغيت بعد توليها السلطة.
وأظهر تحليل للموازنة الأصلية عن الفترة 2018-2019 استفادة الأغنياء أكثر من الفقراء.
وبدأت جماعات أخرى، يعززها نجاح الحركة (الاحتجاجية) الوطنية، في اتخاذ تحركات منفصلة.
ودعت نقابة "فيجي" للشرطة إلى إضراب الموظفين الإداريين العاملين في وزارة الداخلية يوم السبت المقبل، وقالت إنه بدون دعم هذا الفريق الإداري سوف تتعطل جهود شرطة مكافحة الشغب، ودعت إلى التضامن مع احتجاجات "السترات الصفراء".
كما دعت نقابة "الكونفدرالية العامة للشغل" إلى إضراب أعضائها البالغ عددهم 700 ألف عضو يوم الأحد المقبل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية. وقد تأثر السائقون بالتغيرات التي طرأت على مدفوعات العمل الإضافي، وهو ما أثر على القوة الشرائية للأعضاء، بحسب النقابات.
شهد اليوم خروج طلاب إلى الشوارع احتجاجا على إصلاحات مقترحة في مجال التعليم.
وتأمل حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون تغيير امتحان نهاية المرحلة قبل الجامعية، المعروف باسم "بكالوريا"، اللازمة لالتحاق الطالب بالجامعة.
وكان هذا النظام قد بدأه نابليون بونابرت قبل أكثر من 200 عام، ويحق لأي طالب ناجح أن يلتحق بجامعته المحلية.
وتتيح خطة ماكرون للجامعات إمكانية اختيار الطلاب بهدف تحقيق أكثر استفادة تعليمية، غير أن المعارضين للخطة يخشون من أن تحد من الفرص وتخلق جوا من انعدام المساواة.
وفي مدينة نانت الفرنسية، قلب متظاهرون شباب سيارات وصناديق قمامة وأشعلوا النيران، في حين اعتقلت الشرطة 146 شخصا في مدينة مانت-لا-جولي في مقاطعة إيفلين بعد حدوث اشتباكات مع الشرطة أمام مدرسة.
تخطى البودكاست وواصل القراءةالبودكاستمراهقتي (Morahakaty)تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي.
الحلقات
البودكاست نهاية
كما حدثت تظاهرات مماثلة يوم الأربعاء في مدينتي بوردو وتولوز، وهو ما أدى إلى اعتقال متظاهرين، لكن معظم التظاهرات اتسمت بالسلمية.
وحاصر متظاهرون مئات المدارس هذا الأسبوع، غير أن المشاركين لم يرتدوا السترات الصفراء المميزة للحركة الاحتجاجية الأوسع نطاقا.
وتفرق صحيفة "لوموند" الفرنسية بين المجموعتين، وذلك في إشارة إلى أن حالة الاستياء الطويلة بشأن إصلاحات التعليم المقترحة استمدت دعمها من نجاح "السترات الصفراء".
ودعا الاتحاد الوطني لطلاب المدارس الثانوية الفرنسية إلى "حشد كبير" للمدارس يوم الجمعة.
كما يواجه الطلاب الأكبر سنا في جامعة السوربون الشهيرة اضطرابات في ظل غضب من خطط الحكومة الرامية إلى فرض رسوم دراسية إضافية على الطلاب غير المنتمين لدول الاتحاد الأوروبي.
وأدى الجدل إلى فرض حظر على بعض المواقع الجامعية يوم الأربعاء.
وذكرت قناة "فرانس 3" التلفزيونية أن الحرم الجامعي التاريخي الذي يعرف باسم "سوربون 1" أُغلق يوم الخميس لأسباب أمنية بعد محاولة بعض الطلاب دخول المبنى.
كما أُغلق جزء من الجامعة المعروف باسم "سوربون نوفيل"، حرم السوربون الجديد أو "باريس 3".
---------------------------------------
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.