منذ أن يبدأ الطفل اكتشاف الأشياء حوله، تألف يده الهاتف المحمول الخاص بأمه، بل يبكي بشدة إذا رفضت منحه له، وسرعان ما يتطور الحال إلى رغبة ملحة في استخدام تطبيقاته بالأخص «يوتيوب»، لمشاهدة برامج الأطفال والكارتون والرسوم المتحركة، ليصبح ملاذه الأول والأخير، حتى ينعزل به عن العالم المحيط تدريجيا، وبمرور السنوات ودخوله المدرسة، يبدأ في طلب موبايل مستقل له، ويقابل طلبه بالقبول من بعض الأمهات، بينما ترفض أخريات الانصياع إلى رغباته، لأنهم ما يزالوا في مرحلة التكوين العقلي والذهني، والانغماس في عالم «السوشيال ميديا»، سيؤثر بالسلب على طريقة تفكيرهم وتعاملاتهم مع الآخرين.
الأسلوب الأمثل لتعامل الأمهات مع إدمان الأطفال للموبايلات والسوشيال ميديا، شرحته الدكتورة رنا هاني، أخصائية الصحة النفسية والتربية الإيجابية، ضمن كتالوج التربية السليمة، خلال استضافتها في برنامج «جروب الماميز»، إذ قالت: «الطفل عنده 6 سنين، وبيكون عنده حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبيرد في الكومنتات على والدته أو والده، وهو أمر خطر جدًا، لأن الطفل معرض لمشاهدة أي محتوى غير لائق، لا يتناسب مع سنه وغير مخصصة للأطفال».
وأشارت الدكتورة رنا هاني، إلى أن «الأطفال بييقارنوا نفسهم بما يرونه، على التيك توك والفيسبوك والإنستجرام، وممكن يتعرضوا للتنمر والتحرش الإلكتروني، وممكن يتعرضوا للسرقة، وبيبقى مستني يعرف أنه محبوب ولا لا، من خلال عدد التعليقات وتسجيلات الإعجاب، وهو تربويا خاطئ، ويهز من ثقته بنفسه».
رفضت أخصائية التربية الإيجابية، لجوء أولياء الأمور إلى حرمان أطفالهم من استخدام الهواتف المحمولة والسوشيال ميديا، موضحة أن «الحل مش في منع الأطفال من الموبايلات، لكن في التقنين والنقاش والأسئلة الفضولية، وسبب رغبتهم في استخدام الموبايلات ووسائل مواقع التواصل الاجتماعي، وهل هو مناسب لطبيعة السن أم لا؟ والبحث عن البدائل، مثلا ممكن يستخدم موبايل الأم في حدود 10 دقائق فقط»، محذرة: «مقولش للطفل اللي بيعمله غيره مش مسموح، لأنه في الحالة دي بيعمل حسابات من ورا الأم».
قدمت رنا هاني، نصائح لتعامل الأمهات مع أطفالهن، فيما يخص الإصرار على استخدام السوشيال ميديا، إذ قالت: «يجب تأخير السوشيال ميديا قدر المستطاع، وحالة تعامله معها، وأصبح لديه حسابات عليها، يجب التعامل مع الموضوع بجدية، من خلال عوامل الأمان على تلك المواقع كالتيك توك، من خلال ربط حساب الطفل بحسابات الأم أو الأب، ووضع كلمات مفتاحية لمنع الحديث مع أشخاص لا يربط بينهم صلة، إلى جانب التوعية حال رؤيتهم مشهد غير لائق ولا يتناسب مع سنهم في إعلانات الألعاب، حتى يمكنه التعامل مع الموقف بشكل صحيح».
وفيما يخص الابتزاز الإلكتروني، أوضحت أخصائية التربية الإيجابية: «السن الصغير نحاول على قد ما نقدر نمنع السوشيال ميديا، مع المراهقين نتحدث معهم عن الأنواع المختلفة للتحرش، بخلاف اختراق خصوصية الجسد والتنمر، إن حد يبعته صورة أو نقل معلومات شخصية عنه، وابتزازهم إلكترونيًا، الذي غالبا يبدأ من سن 9 أعوام».