عمان – نضال برقان
"في ميلاد القائد تتجدد الذكرى وتتعاظم الإنجازات في الأصعدة كافة، رغم التحديات المستمرة، ذلك أن إرادة البناء وقوة العزيمة، وصلابة الجبهة الداخلية والالتفاف حول القيادة الهاشمية المظفرة ركائز مهمة تجعل من ذكرى ميلاد القائد مصدر إلهام حقيقي للمبدعين، ومنبع حبّ لا ينضب لقيادة منحت نفسها من أجل أمتها العربية..".
بهذه العبارات عبّر مثقفون ومبدعون عن مشاعرهم الجياشة بالمحبة والتقدير لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بمناسبة الذكرى الستين لميلاد جلالته، وهي المناسبة التي يستحضرون في ظلالها مسيرة بناء فاعلة على الصعيدين: الداخلي بنهضة تنموية مستمرة، والخارجي بتقديم صورة حضاريّة للأردن الأجمل دائماً.
كما أكد المثقفون أن "ما كرّسه جلالة الملك حفظه الله من حريات وما أناط به المثقفين من رؤية مهمة للأجيال، تجعلنا نمضي إلى الأمام واثقين بأنّ ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأما الزبد فإنه يذهب جفاء..".
"الدستور" تواصلت مع كوكبة من المثقفين، الذين عبروا عن مشاعرهم بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا، عبر الرؤى الآتية:
////////////////// الأستاذ الدكتور مجد الدين خمش:
في غمرة احتفالات المملكة بعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه التي يشارك فيها الأردنيون من شتى المنابت والأصول بفرح وسعادة، بالإضافة إلى المؤسسات الرسمية المختلفة تتزايد الثقة بالمستقبل الواعد، ونحن على أعتاب المئوية الجديدة للدولة الأردنية حيث تتواصل جهود جلالة الملك في رعاية قيم الثورة العربية الكبرى، وإثراء الثقافة السياسية الأردنية، والثقافة المجتمعية العامة، والخطاب الثقافي التنويري المعتدل. وترسيخ قيم الدولة الأردنية، خصوصاً وأن مصادرها الأساسية قيم الثورة العربية الكبرى ومبادؤها حيث يقوم الملك، حفظه الله ورعاه بدعم وترسيخ الوحدة الوطنية، والمواطنة الفاعلة، والهُوية الوطنية الجامعة، والتعددية الفكرية والسياسية، والتعايش الديني، وحوار الحضارات، وتمكين الشباب والمرأة، ونبذ التطرف والإرهاب والفكر التكفيري، ومحاربة الفساد المالي والإداري. وكلها قيم ومبادئ مستمدة من قيم الثورة العربية الكبرى، والثقافة السياسية الأردنية وداعمة لها في الوقت ذاته.
كما تتزايد ديناميات التواصل المجتمعي استعدادا للانتخابات البلدية، وانتخابات مجالس المحافظات المقبلة بالتزامن مع تواصل مجتمعي نشطٍ آخر لتحفيز القواعد الشعبية، وإنشاء التحالفات لتشكيل أحزاب سياسية جديدة تُغني المشهد السياسي وتزيده فاعلية انسجاما مع مضامين الأوراق النقاشية الملكية، وتوصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي شكّلت بإرادة ملكية سامية، وقد بدأت تتحول توصياتها إلى قوانين نافذة من خلال المؤسسات الدستورية الأردنية. وقد نجحت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الوصول إلى توافق مجتمعي قوي في الأردن لإقرار قانون جديد للأحزاب السياسية، يمهد لقانون جديد عصري للانتخاب يزيل الثغرات، ويضمن التمثيل العادل للمكوّنات السكانية، والقوى السياسية الأردنية، وينمّي ال السياسية للشباب والمرأة والمواطنين بشكل عام، ويضمن حيوية المؤسسات السياسية الأردنية. وهو أيضاَ ما أكدّته مضامين الأوراق النقاشية الملكية السبعة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين فهي ترسّخ الديمقراطية كأسلوب حياة للمواطنين، وتدّعم المواطنة الفاعلة المؤثرة، وترسّخ الوحدة الوطنية، وكذلك الهُوية الوطنية الأردنية الجامعة، وتحفّز الشباب للقيام بدور نشط اجتماعياً وسياسياً بما يعظّم من مشاركتهم في عملية القرار المجتمعي، ومشاركتهم في حل مشكلات المجتمع، والانشغال بقضاياه، لاسيما تلك المتعلقة بال السياسية، والتنمية، والتطوير التقني والمهني، وتفعيل الإدارات الحكومية. وقد جاءت هذه الأوراق النقاشيّة كجزء متمم في عملية الإصلاح السياسي التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لجعل الأردن نموذجاً للاستقرار، والعدالة، وال، والتقدم المستدام، بالرغم من الأحداث الإقليمية الدامية التي تعاني منها عديد من البلدان العربية الشقيقةالمجاورة للأردن.
ويلقب الملك عبد الله الثاني بـ " الملك المعزّز" فهو يعمل على تعزيز الإنجازات التي تحققت في عهد أبيه الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وإنجازات جده المؤسس الملك عبد الله الأول، رحمه الله. ويُعرف الملك عبد الله الثاني برؤاه السديدة ومبادراته الناجحة لتطوير الاقتصاد والحياة السياسية بما يحقق ال الفاعلة، ورفاه المواطن الأردني من شتى المنابت والأصول. ونجاح السياسات الوطنية الأردنية والجهود الحكومية بتوجيهات جلالته في جذب الاستثمارات، وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل ومكافحة الفقر، وسياسات الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الإلكترونية لتطوير الخدمات الحكومية والاقتصاد بشكل عام. والدخول في اتفاقيات اقتصادية وتجارية جماعية عالمية وثنائية تدعّم الناتج المحلي الإجمالي، وتزيد متوسط دخل الفرد من هذاالناتج. والمملكة الأردنية الهاشمية تشهد الآن بقيادة جلالة الملك مرحلة جديدة في تطورها وازدهارها، وتبدأ المئوية الثانية، مستمرّة في مسيرتها المظفّرة، قادرة على مواجهة التحديات، وأهمها حالياً الجائحة الوبائية الطارئة والمشكلات الاقتصادية- الاجتماعية المصاحبة لها. إضافة إلى المديونية، وتكلفة الطاقة، وتأثيرات التغيّرات المناخية السلبية. ويشكّل القطاع الخاص، والنخب السياسية، والشباب، وفئات المثقفين والكتّاب، ومنظمات المجتمع الأهلي عناصر أساسية في حركة هذا التطور نحو مزيد من الانتعاش الاقتصادي، والاستقرار السياسي، وال المجتمعية في إطار من عوامل متعددة أبرزها العوامل المحلية، إضافة إلى قوى العولمة ومؤسساتها.
واهتمام الجامعات الأردنية بتكنولوجيا المعلومات منذ نهايات القرن الماضي، وتزايد هذا الاهتمام فيما بعد بتوجيهات جلالة الملك، ومتابعة حثيثة من لدن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني وفرّ لها البنية التحتية الإلكترونية المناسبة للبدء ببرامج التعليم المدمج، والتعليم عن بعد في ظل ظروف كورونا ووقف دوام الطلبة وجاهياً في الحرم الجامعي لعدة أشهر لضبط انتشار الوباء. حيث تم اللجوء إلى التدريس عن بعد بنجاح من خلال منصات إلكترونية تم تطويرها واعتمادها في هذه الجامعات. يساعد على ذلك أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن يصل إلى 7.8 مليون مستخدم في بداية العام 2019، يشكلون 85% من مجموع السكان. وفي العام 2020 وبعد اتباع الحكومة إجراءات حازمة لضبط تفشي فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19 شملت الحظر المنزلي، وإغلاق الأسواق كلياً ثم جزئياً، والتحول إلى الحكومة الإلكترونية، والتحول إلى التعليم والتعلّم عن بعد في المدارس والجامعات تزايد هذا العدد بشكل كبير. ففي منتصف العام 2020 وصل عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن إلى 9.5 مليون مستخدم، ووصلت بالتالي نسبة انتشار استخدام الإنترنت إلى 89% من مجموع السكان.
ومنذ العام 2016 كانت نسبة النفاذ إلى الإنترنت تصل إلى 85% من مجموع السكان، وهناك ما يصل إلى 12 مليون اشتراك في الهاتف الخلوي؛ وما يقارب 5.1 مليون مستخدم للهواتف الذكية عريضة النطاق. وزادت أعداد مستخدمي الإنترنت من 5. 4 مليون شخص في الربع الثاني من العام 2014 إلى 5. 9 مليون شخص في الربع الأول من العام 2019.
ويسعى جلالته باستمرار لتحسين الظروف المعيشية للمواطن الأردني، وتمكين المواطنين، خصوصاً الأقل حظاَ لمواجهة تحديات الحياة. ولتمكين الاقتصاد والمجتمع لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، وجه جلالته الأجهزة الحكومية لضمان التكيّف مع الظروف المستجدّة الصعبة التي أوجدتها الجائحة، ثم التعافي منها، مع المحافظة على فرص العمل والدخل، ودعم الفقراء، والشركات الصغيرة، وعمال المياومة. كما يولي جلالته الشباب من الجنسين عناية خاصة بهدف تمكينهم، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية.
////////////////// محمود رحال/ رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
نحن في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة والعزيزة على نفوسنا جميعاً، كأدباء ومثقفين وشعراء وأكاديميين، نبارك لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله عيد ميلاده الميمون، ونشعر أنّ علينا واجباً كبيراً، ألا وهو خدمة الوطن وأداء الرسالة الثقافية التي أرادها جلالة الملك في خطاباته السامية، حيث احترام العقول وفتح مساحات من التنوير والفكر وقراءة المستقبل بعين واثقة بالمنجز الأردني والعطاء الهاشميّ، ونحن نحتفل اليوم بمئوية الدولة الأردنية، وهو ما يؤكد عمق المشروع النهضوي الأردني الهاشمي، وتجديد المسؤولية الثقافية الملقاة على عاتق الثقافة والمثقفين.
وأنا كرئيس لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، أقول إنّ ما كرّسه جلالة الملك حفظه الله من حريات وما أناط به المثقفين من رؤية مهمة للأجيال، تجعلنا نمضي إلى الأمام واثقين بأنّ ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأما الزبد فإنه يذهب جفاء، ولهذا فإنّ كثيراً من النظريات الثقافية الدخيلة على الأوطان والأجندات المشبوهة التي تريد العبث واللعب على وتر التفرقة الوطنية لا مكان لها عندنا، فنحن يدٌ واحدة بعون الله، مشروعنا هو النهوض بالفكر الوطني وخدمة بلدنا، وفتح آفاق الكتابة الإبداعية الملتزمة بشروط الإنسانية وعدم اغتيال الشخصيات، والقضاء على النعرات التي قد تعطل مشروعنا الثقافي، ولذلك ترانا في اتحاد الكتاب يداً واحدة في مشروع التنوير الذي يسير وفق أنشطة وبرامج في الأدب والفن والنقاش الفكري وفي قراءة التاريخ والاحتفاء بالإنسان والوطن وتمكين الكتاب عندنا في أن يقرأوا الأحداث جميعها بعين ثقافية وإبداعية، ومن برامجنا في الجانب الوطني أننا أقمنا مؤتمراً برعاية وزارة الثقافة عنوانه "بأقلامنا نخدم الوطن"، وهذا تجسيد للرؤية الملكية في التوجيهات السامية التي نقوم على ترجمتها في محاور مهمة، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وقد شهد هذا المؤتمر إقبالاً واهتماماً ملحوظاً، وسوف نتواصل الاحتفاء بعون الله بكافة الأعياد والمناسبات الوطنية، مثل يوم الكرامة، والجيش، والثورة العربية الكبرى، وبقية المناسبات التي نعتقد أنّ من واجبنا كاتحاد كتاب أن يتم تنميتها لدى الأجيال والأعضاء الجدد في الاتحاد.
أمّا عن إنجازات جلالة الملك فهي لا يمكن اختصارها في حديث مقتضب، غير أنني أقول إنّ لجلالته يداً بيضاء على الثقافة والمثقفين، حيث فتح باب الحريات ووسع من درجة التلقي الثقافي واهتمّ بتطوير الجانب التربوي، وكلها من مفردات العمل الثقافي، ولذلك فإننا وبناءً على هذه الآفاق التي لا يحدها حد لجلالته نسير متوكلين على الله ومؤمنين بوطننا وحكمة قيادته في النهوض بفكر الإنسان وصقل الشخصية المثقفة على الدوام، وها أنت ترى عدد الهيئات الثقافية الكبير في بلدنا والجهات التي بات يستقطبها العمل الثقافي والمؤسسات التي أصبحت تنتهج الثقافة والفن والأدب وتسعى إلى ترويجه، فقد وصلنا في عهد جلالته حفظه الله إلى مرتبة عالية عربياً في المشروع الثقافي، فنلنا جوائز عربية، ووصل مثقفونا ومبدعونا إلى العالمية، وكلّ ذلك بفضل جهود جلالة الملك الراعي الأول للثقافة والإبداع حفظه الله.
////////////////// الناقد محمد المشايخ (أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين):
شرف كبير لمثقفي المملكة أن يحتفلوا بمناسبة تـُطل عليهم مع إشراقة الثلاثين من كانون الثاني من كل عام، وهي من أغلى المناسبات على قلوب كل الأردنيين، حيث تعم الفرحة فيها، وتغمر السعادة والبهجة أرجاء الوطن، بذكرى عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.
ولأدباء الأردن وكتابه شرف مبادلة جلالة الملك الولاء والوفاء، وأن يظلوا على العهد لمن يحمل لواءه في كل المحافل عاليا شامخا، معتزا بإبائه وعنفوانه، كيف لا، وهم ينعمون بالمنجز الثقافي والحضاري الذي خلـّده جلالته للتاريخ، عدا عن كونه يستبق الجميع في رؤياه التنويرية، وقد كان على سبيل المثال، أول من طالب بإنشاء دار أوبرا في عمان، وأول من طالب بإنشاء صندوق للثقافة، وتبرع له بعشرة ملايين دينار، وتم في عهده الميمون منح الأدباء والكتاب الأعضاء في رابطة الكتاب الأردنيين، قصرا في الدوار السابع من جبل عمان .
ويكفينا في الهيئات الثقافية فخرا، أن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، هو ملك الإنسانية الذي نذر نفسه منذ توليه أمانة المسؤولية لخدمة وطنه وشعبه وأمته، وبتسلمه الراية الهاشمية وبهمة الأردنيين وعزيمتهم اثبت قدرته الفائقة على قيادة مسيرة الانجاز، التي ملأت نجاحاتها فضاءات الوطن، حيث يتصدر أولويات جلالته بناء الدولة الحديثة، دولة المؤسسات والقانون، وترسيخ قيم العدالة والحق والمساواة والاعتدال والتعددية والاحترام، وتحقيق العزة والرفاهية والحياة الفضلى، وبناء المستقبل المشرق للشعب الأردني وانتهاج الإصلاح الشامل، الذي يؤكد جلالته إنه يستحق منا جميعا العمل بأقصى طاقتنا، لبناء الوطن النموذج، الذي ينعم فيه كل أردني وأردنية بالأمن والاستقرار، وفرص التميز والانجاز والعيش الكريم على الرغم من التحديات التي يواجهها وطننا وتعصف بأمتنا العربية من حولنا، حمى الله أردننا الغالي، وكل عام وجلالة قائدنا المفدى ووطننا الغالي، بألف خير.
////////////////// د. عماد الضمور:
في ميلاد القائد تتجدد الذكرى وتتعاظم الإنجازات في الأصعدة كافة رغم التحديات المستمرة، ذلك أن إرادة البناء وقوة العزيمة، وصلابة الجبهة الداخلية والالتفاف حول القيادة الهاشمية المظفرة ركائز مهمة تجعل من ذكرى ميلاد القائد مصدر الهام حقيقي للمبدعين، ومنبع حبّ لا ينضب لقيادة منحت نفسها من أجل أمتها العربية، وتحقيق رسالة الأمة في النهوض والنماء، ولا عجب فالهاشميون منذ فجر التاريخ قادة نُجب، منحوا أمتهم القوة والاستقرار.
لعل هذه الشرعية التاريخية والدينية لآل هاشم جعلت الاحتفاء بهم حالة خاصة تحياها الأمة.
إن الدولة الأردنية وهي تنجز مئويتها الأولى بثقة وتحدٍ ونماء قادرة على مواصلة المسيرة وتعظيم الإنجاز في ظل قيادة هاشمية صاحبة حضور عالمي واضح استثمرته للدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ما زالت موضع اهتمام شعبي ورسمي نصرة للفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.
////////////////// الشاعر سعد الدين شاهين:
الاحتفال بعيد الميلاد يعني تجديد محمول على الأمل برؤية جديدة لحياة قادمة لمن نبارك لهم بالعمر المديد والعيش الرغيد والرأي السديد.
ونحن الآن نبارك لقائد البلاد بطول العمر في عيد ميلاده لنأمل أن نستظل بالاستقرار والحياة الهانئة في عهده لشعبنا الكريم بالمقدار التي نتمناه لسيد البلاد في عهده الميمون من السعادة والصحة والهناء مع شعبه الكريم وفي وطن الآباء والأجداد الذي نأمل في عهده أن يسود الرخاء ولأن في ذلك محبة متبادلة لا جدال فيها بين شعب معطاء وبين حاكم متطلع إلى مستقبل زاهر يلم كل أبناء شعبه تحت راية أردنية هاشمية يسودها العدل والمساواة.
في عيد ميلاد الملك حين نقول كل عام وأنت والوطن بخير فإننا نسأل الله أن يكللنا ومليكنا ووطننا بالخير والرخاء لمئوية قادمة من تاريخ هذا البلد الآمن بإذن الله.
في عيد ميلاد الملك نتطلع بشغف وعزيمة الأحرار إلى المغتصب من مقدساتنا في القدس الشريف والى الذين يحملون أمانة الوصاية عليها لرعايتها وتحريرها لتعود عربية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية.
في عيد ميلاد الملك نتطلع إلى نظرة الملك البصير بأحوال الشعب لتوجيه الحكومة إلى دعم كافة فئاته دون تمييز بين فئة وأخرى شبابه شيبه رجاله ونسائه عماله وموظفيه مستثمريه ومغتربيه فكلهم روافع للوطن كل في عمله ومكانته.
عيد ميلاد الملك كلنا نقول معكم وبكم تستمر المسيرة، فما دام الشعب بخير أنتم بخير وما دمتم بخير نأمل أن يكون الجميع بخير والوطن بخير حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وحمى شعبه من كل مكروه وكل عام وأنتم بخير.
////////////////// علي القيسي
في هذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلوب الأردنيين، ذكرى ميلاد القائد الهاشمي جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وأدام ملكه، وبهذه المناسبة العطرة، نستذكر المسيرة الطويلة لجلالته ومنذ تسلمه راية القيادة من جلالة الأب الراحل الكبير الحسين ابن طلال طيب الله ثراه.
منذ ذلك التاريخ حتى اليوم وجلالته يقود سفينة الأردن في حنكة وشجاعة واقتدار نحو بر الأمان ومدارج الازدهار يصل الليل بالنهار في العمل والسهر والترحال والسفر وهو يحمل الوطن الأردني والشعب الأردني في ضميره وقلبه، وفي كل المحافل والمنابر المحلية والإقليمية والدولية، ينادي جلالته ويخاطب العالم بعدالة قضايانا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية التي هي جوهر الصراع في هذه المنطقة من العالم، وهو يجوب الأمصار والأقطار والمدن والعواصم الغربية والشرقية، يعقد المؤتمرات ويشارك زعماء العالم لحثّهم على الاستثمار الاقتصادي في الأردن، خاصة الشركات العملاقة في هذه الدول، وقد عقدت مؤتمرات دولية وإقليمية كثيرة في الأردن نتيجة نشاطات جلالته.
وعلى الصعيد الداخلي يقوم جلالته بنشاط مكثف لمعالجة وحل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وأهمها قضية الفقر والبطالة فتلك القضيتان، تشغلان بال جلالته وتقلقان راحته، وتأخذان الكثير من عمل الحكومة والدولة الأردنية، وكما نعلم جميعا فالاقتصاد الأردني يتعرض منذ سنوات طويلة إلى الاهتزاز والتذبذب والضعف وتراجع السيولة المالية والمعيشية والاجتماعية نتيجة أمور وظروف كثيرة يمر بها الأردن، فقد تأثر الأردن بالحروب الداخلية والصراعات الإقليمية في الدول المجاورة مثل سوريا والعراق، وبقضية الإرهاب والحرب ضد الإرهاب وإغلاق الحدود، وتراجع التجارة والنقل والسياحة ووجود ملايين النازحين واللاجئين على الأرض الأردنية على الحدود والمدن والعاصمة عمان، مما ساهم في تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي للسكان المحليين بشكل خطير، ويقوم جلالته بتوجيه الحكومة إلى بذل المزيد من العمل والجهود لتذليلهذه الصعاب والتقليل من التداعيات، والمحافظة على مستوى المعيشة للمواطن، وأيضا المحافظة على سعر صرف الدينار، وعلى المستوى الأمني قام جلالته بدعم الأجهزة الأمنية كافة، والقوات المسلحة لفرض السيطرة على حدودنا الشمالية والشرقية من دخول الجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات وقام جلالته بدعم هذه القوات الأمنية تسليحا وإعدادا للدفاع عن الوطن والشعب وحماية المنجزات الاقتصادية والبشرية والأمن الداخلي من الفوضى والانفلات والمندسين ومن الخلايا الإرهابية النائمة والناشطة، وعلى الصعيد التعليم والثقافة، فالملك يولي كل اهتمامه بالتعليم وتطويره ووضع الأسس والقواعد الجديدة من أجل مواكبة التعليم في دول متقدمة كثيرة في المنطقة والعالم، والثقافة أيضا يقوم جلالته بالإيعاز إلى وزراء الثقافة ورئيس الحكومة بتطوير الثقافة ودعم المثقف وبناء أسس ثقافية وفنية جديدة تقوم على التوعية والمعرفة والثقافة الوطنية ومحاربة العنف والتعصب والإرهاب، وهناك جهود تقوم بها وزارة الثقافة إزاء المثقفين ودعم كتبهم والوقوف إلى جانبهم ماديا ومعنويا وكذلك الحركة المسرحية والفنية، رغم شح الموارد المالية التي تتلقاها وزارة الثقافة.
لعل ذكرى ميلاد جلالة الملك في هذا العام 2022 والاحتفال بالمناسبة العزيزة لتكون منطلقا جديدا لتقييم المسيرة الحافلة بالانجازات، وحلا للمشاكل والقضايا التي يعاني منها الأردن.