أعلنت شركة مايكروسوفت اليوم رسميًا عن احتضانها لمشروع جوجل كروميوم Google Chromium مفتوح المصدر في سبيل تطوير متصفح الويب خاصتها لأجهزة سطح المكتب مايكروسوفت إيدج Edge، كما أعلنت الشركة أنها سوف تعمد إلى فصل تحديثات المتصفح عن تحديثات نظامها التشغيلي ويندوز 10، وأن متصفح Edge قادم إلى كل الإصدارات المدعومة من ويندوز وماك MacOS.
وكانت مايكروسوفت قد أطلقت متصفح إيدج Edge في شهر يوليو/تموز 2015 باعتباره المتصفح الافتراضي لنظام ويندوز 10، والحصري له، لكنه لم يشهد الكثير من التبني، وادعت الشركة بحلول سبتمبر/أيلول 2017 أن Edge يعمل ضمن 330 مليون جهاز نشط ، ولكنها لم تكشف أبدًا عن أرقام المستخدمين النشطين للمتصفح، واكتفت بمجرد القول إنهم يتجاوزون مئات الملايين، بينما قالت جوجل إن متصفحها للويب كروم اجتاز مليار مستخدم نشط في شهر مايو/أيار 2015.
ويمتلك متصفح إيدج حصة سوقية تبلغ 4.34 في المئة، وذلك وفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن Net Applications، لذا، تريد مايكروسوفت إجراء بعض التغييرات الكبيرة، والتي تقول إنها ستحدث “خلال العام المقبل أو ما يقرب من ذلك”.
وتصل أول نسخة معاينة من إيدج العاملة بمشروع جوجل كروميوم Google Chromium في أوائل عام 2019، وذلك وفقًا لما أوردته شركة مايكروسوفت.
إن اعتماد مشروع كروميوم Chromium يعني الكثير بالنسبة لمايكروسوفت، حيث سوف يتم استبدال محرك EdgeHTML بمحرك Blink، كما سوف يتم استبدال محرك جافا تشاكرا Chakra JavaScript بمحرك V8، وسوف تأخذ مايكروسوفت بعضًا من عناصر واجهة المستخدم لتستخدمها ضمن غير منصات ويندوز 10.
وتأمل شركة مايكروسوفت بأن الانتقال إلى Chromium سوف يساعدها على إنشاء توافق أفضل على الويب لعملائها وتقليل تجزئة الويب لجميع مطوري الويب، وذلك بالنظر إلى أن منصة ويب متصفح إيدج Edge سوف تتماشى مع معايير الويب وغيره من متصفحات الويب المعتمدة على مشروع Chromium.
وتحاول شركة البرمجيات تقليل هدر الموارد عند إنشاء الواجهة الخلفية لمتصفح Edge، وهناك الكثير من العمل من أجل تحديث محرك المتصفح باستمرار ليكون متوافقًا مع المعايير ومتوافقًا مع الويب الفعلي.
وقررت مايكروسوفت السماح لمجتمع المصدر المفتوح بذلك بدلاً منها، لكنها ستشارك فيه أيضًا، وذلك حتى تتمكن من التركيز على تحسين المتصفح نفسه.
وقد لا تحصل تغييرات ملحوظة على المتصفح، لأن التغييرات داخلية، ولن يلاحظ معظم مستخدمي Edge أي اختلاف كبير باستثناء بعض المواقع التي سوف تصبح تعمل كما هو متوقع.
يستخدم متصفح إيدج محرك Blink/Chromium على أندرويد ومحرك WebKit/WKWebView على آي أو إس iOS، وبالتالي، عندما ينتقل Edge على سطح المكتب إلى Blink و V8، سوف تختفي حالة الاستخدام الرئيسية لمحركات EdgeHTML و Chakra بين عشية وضحاها.
وستتمكن تطبيقات ويندوز 10 التي تستخدم محرك EdgeHTML أو Chakra من الاستمرار في استخدامها، وذلك وفقًا لمايكروسوفت، ولكن، ستسمح الشركة أيضًا لمطوري التطبيقات بالاستفادة من الحل المستند إلى Chromium والذي سوف يستخدمه Edge.
ومن المحتمل أن يؤثر هذا على التطبيقات العادية التي تعرض محتوى الويب، كما أنها تؤثر على تطبيقات الويب التقدمية، والتي تعد في الأساس مواقع محمولة تحاكي التطبيقات المحلية.
وسيكون بمقدور مطوري التطبيقات بالتالي اختيار الاستمرار في استخدام الخيار القديم أو التبديل إلى Chromium، وتقول مايكروسوفت إنها لا تخطط للتوقف عن صيانة محركات EdgeHTML و Chakra، وذلك بالرغم من أنه في حال انخفض الاستخدام، فعلى المطورين توقع أن يصل الدعم إلى نهايته.
بالإضافة إلى التوافق الأفضل على الويب، يمكن لمستخدمي Edge الاستفادة من دعم إضافات كروم Chrome، وتتوقع مايكروسوفت أنه سيكون من السهل جدًا على المطورين جلب إضافاتهم المخصصة لكروم Chrome إلى Edge، وتهدف شركة مايكروسوفت إلى دعم إضافات Chrome الحالية في Edge.
تريد شركة البرمجيات إيصال متصفح إيدج Edge إلى كافة الإصدارات المدعومة من ويندوز، حيث لم يعد هذا المتصفح حصريًا لنظامها التشغيلي ويندوز 10 فقط، وهذا يعني أن Edge يأتي إلى Windows 7 SP1 و Windows 8.1.
ويعني هذا بالنسبة إلى نظام التشغيل ويندوز 10 أن إيدج المستند إلى Chromium والتحديثات المستقبلية سوف يأتي إلى الإصدار 1607 والإصدار 1703 والإصدار 1709 والإصدار 1803 والإصدار 1809 من ويندوز 10، وهذه كلها إصدارات مدعومة من ويندوز، لذا ستحصل على أحدث إصدار من Edge حتى تنهي الشركة الدعم.
وتدعم مايكروسوفت حاليًا Windows Server 2008 و Windows Server 2008 R2 و Windows Server 2012 و Windows Server 2012 R2 و Windows Server 2016 و Windows Server الإصدار 1709 والإصدار 1803 والإصدار 1809 و Windows Server 2019.
وترغب مايكرسووفت بحصول كل شخص على أحدث إصدار من ويندوز، ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يمكنهم أو يرفضون الترقية، فقد قررت الشركة تقديم أحدث إصدار من Edge إلى هذه الأجهزة، وهذا يعني إحضار Edge إلى إصدارات أقدم من ويندوز، بما في ذلك الإصدارات الأقدم من ويندوز 10.
وتوجد داخل المؤسسات الرئيسية أجهزة حواسيب تعمل بواسطة كافة أنواع إصدارات ويندوز، وأصبح بإمكانها الآن الحصول على الإصدار الأحدث من Edge.
إذا كنت تعتقد أن دعم إصدارات ويندوز القديمة هو خيار مايكروسوفت الوحيد، فأعد التفكير، حيث ترغب الشركة بجلب Edge إلى macOS، ويعتبر هذا الأمر غريب لعدة أسباب، وذلك لأنها أوقفت تطوير إنترنت إكسبلورار Internet Explorer لنظام التشغيل ماك Mac منذ شهر يونيو/حزيران 2003.
وقامت آبل بالمقابل بإنهاء سفاري Safari لنظام التشغيل ويندوز في شهر يوليو/تموز 2012، لكن مايكروسوفت تريد من جميع أجهزة الحواسيب ضمن المؤسسات استخدام متصفح إيدج، وهذا يتطلب الحصول على أجهزة Mac.
ولا تتوقع الشركة قيام الكثير من مستخدمي أجهزة ماك Mac بالتحول إلى Edge، لكنها ترغب في تسهيل الأمر على المزيد من المطورين الذين يستخدم العديد منهم أجهزة ماك Mac لاختبار إيدج، وتتعلق مسألة جلب إيدج إلى macOS بالمطورين، وليس بالحصة السوقية.
تعمل الشركة على تحديث Edge كل ستة أشهر، بينما يتم في الوقت نفسه تحديث كروم Chrome وفايرفوكس Firefox كل ستة أسابيع، وترتبط تحديثات Edge اليوم بتحديثات ويندوز 10، وتعد فترة نصف عام بمثابة وقت طويل بالنسبة الويب، حيث يستغرق الأمر وقتًا طويلاً في انتظار إصلاحات التوافق وتحسينات الأداء والميزات الجديدة.
وتقول مايكروسوفت إن الحصول على تحديثات أكثر تكرارية سوف تكون محورًا للأمام وتتوقع زيادة تواتر التحديثات بدلًا من الانتظار لمدة ستة أشهر.
وتصل تحديثات كروم Chrome إلى كل من ويندوز وماك ولينكس في نفس اليوم ، في حين أن تحديثات فايرفوكس Firefox تصل إلى تشغيل ويندوز وماك ولينكس وأندرويد في اليوم نفسه.
وتريد مايكروسوفت أن يكون إصدار Edge على ويندوز وماك هو نفسه، ولكن يبدو أنه ما زال من السابق لأوانه أن تلتزم الشركة بتوفير تحديثات إيدج خلال نفس اليوم لجميع الإصدارات المدعومة من ويندوز وماك.
تقول مايكروسوفت إنها تنوي أن تصبح “مساهمًا كبيرًا” في مشروع كروميوم Chromium، حيث ستحاول الشركة تحسين Chromium ليس فقط من أجل Edge، بل من أجل المتصفحات الأخرى أيضًا، وليس لأجهزة الحاسب فقط، بل للأجهزة الأخرى أيضًا.
وسوف تكون الأولوية لتحسينات منصة الويب لجعل المتصفحات القائمة على Chromium أفضل على أجهزة ويندوز، بحيث تستفيد مايكروسوفت من نجاح الويب إذا كان يعمل بشكل جيد على نظام ويندوز، وقدمت الشركة في الشهر الماضي مساهمات في مشروع Chromium لأجهزة ويندوز المستندة إلى ARM.
وكانت الفكرة تتعلق في ذلك الوقت بنقل كروم Chrome إلى ويندوز 10 على ARM، لكن يبدو أن مايكروسوفت كانت تفكر بشكل أكبر، حيث أن المتصفحات المستندة إلى Chromium هي 32 بت فقط، مما يعني أنها تعمل على أساس المحاكاة فقط، وتؤثر بشكل سلبي على عمر البطارية.
وتريد مايكروسوفت إصلاح جميع المتصفحات المستندة إلى Chromium، بما في ذلك كروم Chrome وإيدج Edge، وتنوي الشركة مواصلة العمل على دعم ARM64، لكنها تأمل في تحسين إمكانية الوصول إلى الويب عبر Chromium والاستفادة من ميزات الأجهزة الأخرى مثل دعم اللمس.
ترى جوجل قرار مايكروسوفت على أنه أمر جيد إلى حد كبير، وهو ليس مفاجئًا تمامًا، وذلك بالنظر إلى أن جوجل قد أنشأت مشروع Chromium مفتوح المصدر، وقال متحدث باسم جوجل: “لقد كان كروم نصيرًا لشبكة الويب المفتوحة منذ بدئها، ونحن نرحب بمايكروسوفت في مجتمع مساهمي Chromium، ونتطلع إلى العمل معها ومع مجتمع معايير الويب لتعزيز الويب المفتوح ودعم اختيار المستخدم وتقديم تجارب تصفح رائعة”.
وما لا تقوله عبارة جوجل هو أن الشركة لا تزال غير راضية عن Edge، إذ لا يزال متجر مايكروسوفت لا يسمح بوجود متصفحات غير عاملة بمحرك EdgeHTML، بمعنى أن الأجهزة التي تعمل بنظام Windows 10 S Mode لا يمكنها تثبيت كروم Chrome أو فايرفوكس Firefox أو أي متصفح تابع لجهة خارجية، وما زال على مايكروسوفت أن تقول ما إذا كان ذلك سيتغير.
وترى موزيلا في الوقت نفسه خطوة مايكروسوفت كإشارة إضافية على أنه يجب على المستخدمين التحول إلى فايرفوكس، وقال متحدث باسم موزيلا: “هذا يزيد فقط من أهمية دور موزيلا كخيار مستقل وحيد”.
وأضاف “لن نقر بأن تنفيذ جوجل للويب هو الخيار الوحيد الذي يجب أن يمتلكه المستهلكون. لهذا السبب قمنا ببناء فايرفوكس في المقام الأول. ولهذا نكافح دائمًا من أجل شبكة مفتوحة حقًا”.
وتشير موزيلا بشكل دائم إلى أنها تطور المتصفح المستقل الوحيد، بمعنى أنه ليس مرتبطًا بشركة تقنية لها أولويات لا تتماشى مع الويب في كثير من الأحيان، حيث لدى كل من سفاري من آبل وكروم من جوجل وإيدج من مايكروسوفت اهتماماتهم الخاصة تبعًا للشركة المسؤولة عن المتصفح.
وتعتقد شركة أوبرا Opera أن شركة مايكروسوفت تقوم بخطوة ذكية، لأنها فعلت الشيء نفسه قبل ست سنوات، وقال متحدث باسم الشركة: “لقد لاحظنا أن مايكروسوفت تبدو متابعة لخطى أوبرا إلى حد كبير”.
وأضاف “يعد التبديل إلى Chromium جزءًا من إستراتيجية تم تبنيها بنجاح في عام 2012. وقد أثبتت هذه الإستراتيجية أنها مثمرة لأوبرا، مما يسمح لنا بالتركيز على جلب ميزات فريدة لمنتجاتنا. أما بالنسبة للتأثير على النظام الإيكولوجي في Chromium، فسنرى كيف سيظهر، ولكننا نأمل أن تكون هذه خطوة إيجابية لمستقبل الويب”.