أول كتاب عماني عُنِيَ بجمع وتفصيل القراءات العشر المتواترةـ الكتاب اتّبع نظام الجدولة لإيصال المعلومة بسهولة ويُسر ومناسب لمختلف الفئات العمرية والمستويات الثقافية والعلمية
كتب ـ علي بن صالح السليمي:صدر مؤخرًا كتاب (تحبير التنزيل في جمع القراءات العشر عند الترتيل) للمؤلف محمد بن خلفان الشريقي،حيث سيتم عرض المجلد الأول في معرض مسقط الدولي للكتاب 2022 (الدورة 26 من 23 فبراير إلى 5 مارس القادم) وباقي المجلدات في المستقبل القريب بإذن الله.
يقول مؤلف الكتاب: يُركِزُ كـتاب (تحبير التنزيل في جمع القراءات العشر عند الترتيل) على تفصيل جمع آيات القرآن الكريم بالقراءات العشر المتواترة باستخدام الرسم العثماني مضبوطًا بما يوافق علم الضبط القرآني، ويتكون من عشرة مجلدات بحجم المصحف الشريف، حيث حوى كل مجلد منها (3) أجزاء من القرآن الكريم، وقد احتوى المجلد الأول ـ بعد الإهداء وصفحة الشكر والتقدير ـ على تقريظ فضيلة الشيخ المقرئ طارق عبد الهادي أبو أحمد الذي أشرف على إعداد الكتاب ومراجعته، متبوعًا بمقدمة مختصرة للمؤلف، وبعدها الباب الأول في (بيان منهج الكتاب في جمع القراءات العشر)، والباب الثاني في (بيان كيفية استخدام الكتاب)، والباب الثالث في (بيان جمع الآيات القرآنية بالقراءات العشر ابتداء من سورة الفاتحة إلى نهاية الجزء الثالث)، وأما المجلدات من الثاني إلى العاشر، فهي كلها في الباب الثالث، واشتملت على جمع الآيات القرآنية بالقراءات العشر من الجزء الرابع إلى الجزء الثلاثين مقسّمة بواقع ثلاثة أجزاء في كل مجلد.
* منهجية الكتاب وفكرة إعدادهوحول منهجية الكتاب قال المؤلف:لقد اتّبعت نظام الجدولة لإيصال المعلومة بسهولة ويسر وسرعة، دون عميق بحث ونظر، وبكيفية مناسبة لمختلف الفئات العمرية والمستويات الثقافية والعلمية، حيث حوى كل جدول ستة عناصر وهي:أولًا ـ الخلافات الفرشية (قدَّمت بينَ يدَيْ كلِّ مقطعٍ يُراد جمعُه ما فيه من خلافات فَرْشية)، وثانيًا ـ الشاهد من الشاطِبية والدُّرَّة (شواهدِ الخلافات الفرشية مِن متني الشاطبيةِ والدُّرَّة)، وثالثًا ـ القارئ/الراوي (بيان القَارئِ أو الرَّاوِي الذي يُقْرَأُ له)، ورابعًاـ بيان القراءة (بيان أحكام قراءة القَارئ أو الرَّاوِي الذي يُقْرَأُ له بمصطلحات مختصرة)، وخامسًا ـالاندراج (بيان رموز القُرَّاء أو الرُّوَاة الذين وافقت قِراءاتِـهِم قراءة القَارِئ أو الرَّاوِي الذي يُقْرَأُ له)، وسادسً ـ الجمع (النص القرآني بالقراءات العشر مَضْبوطا بما يوافق قراءة القارئ أو الراوي)، كَما استعنت بالترميز اللوني لبيان المواضع التي يخالف فيها القُرِّاءُ والرُّوَاة (قراءة حفص عن عاصم)، والتظليل في تحديد الموضعالذي يبدأ به القارئ وينتهي إليه حال إرادة الجمع بالقراءات العشر، ليختصر القارئ عليه وعلى شيخه الوقت والجهد، ويتحقق بذلك الغرض الذي ابتكر العلماء من أجله فكرة الجمع.
أما عن فكرة إعداد الكتاب فأشار الى فكرة العمل بهذا الكتاب جاءت خلال عرضي لختمتي المباركة للإِجازة في القراءات العشر المتوَاترَة من طريقي (الشاطِبيةِ والدُّرَّة) على فضيلة الشيخالمقرئ طارق عبد الهادي أبو أحمد ـ حفظه اللهوأطال عمره في الخير ـ وارتأيت بعد توفيق الله لي بالتماممن ختمة الإجازة القرآنية، تنقيح وترتيب هذا الجمع ليخرج بأكمل هيئة، وأجمل حُلَّة، بُغْيَة تيسير تعلُّم وفهم وتعليم القراءات القرآنية لحفظة كتاب الله العزِيز ومُرِيدِيه، ورفع العناء والمشقة عنهم، فكان نتاج ذلك هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم والذي أسميته (تَحْبِيرَ التَنْزِيلِ فِي جَمْعِ القِرَاءَاتِ العَشْرِ عِنْدَ التَّرتِيل).
* الطريقة المبتكرة للكتاب وكيفية استخدامهوأوضح المؤلف حول كيفية استخدام الكتاب لجميع الفئات، وما الطريقة المبتكرة فيه؟ فقال: استخدام نظام الجدولة وفق التفصيل السابق في عرض المحتوى يجعل من الكتاب كتابًا عمليًّا ومرجعيًا في ذات الوقت، فيُمكن لطلاب العلم وأئمة المساجد ومعلمي القرآن الكريم وغيرهم الاستعانة به لمعرفة الأحكام التجوِيدِية النظرية للقُرَّاءِ العَشْر ـ والتي تم بيانها باستخدام رموز ومصلحات مختصرة ـ في كل آية أو مقطع، كَما أنه يُمَكِّنُهم من تلاوة الآيات بالقراءات العشر – مفردة أو مجموعة ـ بكل سهولة ويسر وسرعة، سواء كان ذلك لغرض التعلم أو التَّدارس أو المراجعة أو نيل الإجازة القرآنية، ويُمكن للمُقْرِئِ أو الباحث أن يتخذه مرجعًا للـتأكد من صحة ترتيب القّراء العشرة حال الجمع ـ سواء كان للتعليم أو الإِقرّاء ـ وكذلك لبيان الأحكام التجويدية للقراءة أو الرواية وتحديد الموضع الذي يبدأ به الطالب وينتهي إليه من الآية أو المقطع المجموع.
مشيرًا الى أن منهج الكتاب في عرض القراءات العشر يعتبر منهجًا مبتكرًا في أسلوبه، حيث يجمع بين الشرح النظري للأحكام التجويدية للقُرَّاءِ العشرة ورواتهم ـ في كل آية أو مقطع منها ـ والتطبيق العملي لهذه الأحكام ببيان أثرها على النص القرآني باستخدام الترميز اللوني، كما أن التظليل يُمكِّن القارئ من التركيز على المواضع التي يمكن الاقتصار على قراءتها حال الجمع بالقراءات العشر، ليختصر عليه وعلى والجهد، ويحقق الغرض الذي ابتكر العلماء من أجله فكرة الجمع.
وأكد المؤلف بأنه بعد البحث والاستقصاء في عدة مراجع مختصة بجهود العمانيين في خدمة القرآن الكريم وعلومه، تَبَيَّن أن هذا المؤلف هو أول كتاب عماني عُنِيَ بجمع وتفصيل القراءات العشر المتواترة، وأن أقرب مؤلف إلى منهجه وأسلوبه هو (مصحف القراءات السَّبْع) للشَيخ عبد الله بن بشير الحضرمي الصحاري من علماء القرن الثاني عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) والمتوفى سنة 1178هـ الذي عُنِيَ ببيان خلافات القراءات السبع على هامش المصحف الشريف كتابةً دون بيان طريقة جمعها ولا أثر القراءات على النص القرآني، كما أشار البحث والاستقصاء في المؤلفات الحديثة المعاصرة المتعلقة بجمع القراءات العشر أنَّ جُلَّ المؤلفات تناولت تفصيل الجمع وشرح أحكام القراءة بطريقة نثرية سردية فقط، وعدد قليل منها باستخدام النص القرآني فقط دون الإشارة إلى أحكام القراءة بصيغة نثرية سردية، غير أني لم أطّلع على كتاب جمع بين المنهجين(منهج شرح أحكام جمع القراءات نثريًا مع استخدام الرسم القرآني لبيان أثر هذه الأحكام على النص القرآني)، ولم أقف على أي كتاب استخدم التظليل لبيان الموضع الذي يَبْتَدأ منه القارئ القراءة وينتهي إليه حال جمع القراءات العشر،وخلاصة القول: أنه يمكن أن يُعدَّ هذا الكتاب الأول من نوعه في العالم في أسلوبه من حيث تفصيل جمع القراءات العشر عن طريق شرح أحكام القراءة نثريًا مع بيان أثر الأحكام على النص القرآني كاملًا، كما أنه يمكن أن يُعدَّ الأول من حيث توظيفه مصطلحات مختصرة لبيان أحكام القراءة واستخدام التظليل وقف الوصف السابق، منوهًا بأنه قد بدأ في مشروعية العمل بالكتاب بتاريخ 12 من ربيع الثاني 1439هـ الموافق 30 ديسمبر 2017م.
* أهم التحديات والصعوباتوحول أهم التحديات والصعوبات التي واجهت المؤلف يقول: أبرز التحدياتالتي واجهتني عند التأليف هي: إدراج بعض مصطلحات الضبط القرآني في جمع الآيات: فلم تكن كل مصطلحات الضبط القرآني اللازمة لبيان أحكام القراءة مدعومة في الخطوط الحاسوبية المستخدمة في جمع الآيات القرآنية، ولكن بعد البحث والسؤال والتجربة تبين أنه يمكن إدراج هذه المصطلحات عن طريق استحداث وتصميم خطوط جديدة باستخدام برنامج مجاني متوفر على الشبكة العنكبوتية، فتعلمت كيفية استخدامه وصممت خطوط تحوي هذه المصطلحات وأدرجتها في جمع الآيات ولله الحمد، كما أن هناك مراجعة محتوى الكتاب، فالمادة العملية كبيرة ومتشعبة ومترابطة وتحتاج إلى وقت وجهد ليس باليسير للتأكد من صحتها ودقتها، ولكني بعد توفيق من الله، استعنت بإخواني من المشائخ المجازين في القراءات العشر في مقرأة (الأحرف السبعة) الذين لم يألوا جُهدًا في مراجعة المحتوى والتدقيق عليه وتزويدي بالملاحظات وتوجيهي إلى الصواب، بالإضافة الى توفير المبالغ المطلوبة لطباعة الكتاب ونشره، فالحجم الكبير للكتاب أدى إلى ارتفاع تكلفة طباعته، ولكن استطعت ـ بتوفيق من الله ـ توفير المبالغ المطلوبة لطباعة مجلد واحد منه فقط، ونسأل الله أن يعيننا على توفير باقي المبلغ لطباعة بقية المجلدات، كم ان هناك بعض الصعوبات منها بسبب استخدامي العديد من الخطوط الحاسوبية في إعداد محتوى الكتاب، فأصبحت بعض ملفات المحتوى غير مستقرة وتغلق تلقائيًا بعد فتحها والعمل عليها، ما أدى إلى تعطل بعض هذه الملفات وعدم قدرتي على استرجاعها بعد انتهاء العمل عليها وهو ما سبب نوعًا من الحسرة والإحباط وتأخر إنجاز الكتاب، ولمواجهة هذه الإشكالية قمت بمحاولة استكشاف أسباب عدم استقرار الملفات وإزالتها مع التأكد من عمل أكثر من نسخة من كل الملفات والعمل على الملفات المستقرة فقط.
جدير بالذكر أن المؤلف هو مُجاز في القراءات العشر من طريقي (الشَّاطِبِيَّة والدُّرَّة)، ومتخصص بكالوريوس الفقه وأصوله (سنة ثالثة)، وبكالوريوس هندسة الطائرات وعمليات النقل الجوي، ويعمل مهندس جدارة جوية في هيئة الطيران المدني.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ