يحتفل المسلمون في كلّ عام باستقبال عيد الأضحى المبارك، الذي يأتي في العاشر من شهر ذي الحجة، ويبعث البهجة والسرور في نفوس الناس خاصةً الأطفال، حيث يتمّ خلال العيد تبادل الزيارات والخروج للعب، ويقوم المسلمون بتحضيرات العيد لزيادة البهجة والسرور، وهناك الكثير من الأفكار للتحضير للعيد. معنا أستاذة الشريعة بكلية أصول الدين "بهيجة عبد المحسن"؛ للحديث عن واجب الأم ودروسها المستفادة لأطفالها في العيد
يجتمع أفراد الأسرة المسلمة قبل العيد بفترة وجيزة، وذلك من أجل التخطيط للعيد، واستقباله، والاحتفال به، وتجهيز لوازمه، والمتمثلة باللباس، والهدايا، وتحضير مُتطلبات كلّ فرد، وتعيين الأوقات المُناسبة لزيارة الجيران والأقارب، والاستماع إلى وجهات النظر، وعدم السخرية منها، وهذا بهدف تحقيق التآلف والمحبة بين أبناء الأسرة الواحدة.
ينبغي على رب الأسرة تعليم أبنائه وأطفاله كيفية استقبال العيد بتعليمهم كيفية التكبير، ووقته، وصيغته، مع إشراك الطفل في توزيع صدقة الفطر، وتوضيح هيئتها وأهميتها لهم، مع اصطحاب الأطفال إلى صلاة العيد.
توضيح أهميتها من خلال اصطحابهم إلى زيارات الأقارب والجيران، وتهنئتهم بالعيد، تعليمهم أهمية التسامح، والصفح، وبشاشة الوجه عند رؤية الآخرين، معالأطفال باللعب، واللهو، والمرح.
ولا يجب أن ننسى تذكر واجب المسلمين تجاه الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمرضى، كما يجب أن يستقبل المسلم العيد من خلال التعرف على آداب العيد وسننه، وهي: الاغتسال قبل الذهاب إلى صلاة العيد
تناول شيء من الطعام قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، والأكل بعد صلاة عيد الأضحى. التكبير والتهليل في يوم العيد، وهي من أعظم سنن العيد
ويتم ذلك بعبارات التهنئة المتعارف عليها في العيد، مثل: تقبل الله منّا ومنكم، وعيد مبارك، وغير ذلك مع التجمّل والتزين للعيدين؛ إذ يجب أن يلبس الرجل أجمل الثياب التي لديه قبل الذهاب لصلاة العيد، وكذلك الأطفال يقومون بارتداء ملابس جديدة ونظيفة وجميلة.
تحضير أطعمة العيد، يستقبل المسلمون العيد من خلال الإعداد المُسبق للأطعمة، ولكن دون الإسراف والتبذير في ذلك، حيث لا يزال المسلمون في الزمن الماضي أو الحاضر يُجهّزون الأطعمة المتعددة والخاصة بهذه المناسبة العظيمة
متمثلة في التكبير، والتهليل، والدعاء، والذكر، ولبس الملابس الجديدة، وبالتالي يجب أن يُعمل بهذه المظاهر، والتي تُظهر للأطفال جانباً من جوانب الاحتفال بالأعياد الإسلاميّة.
شاركي أطفالك صنع زينة العيد عن طريق السماح لهم بصنع زينة العيد، ويتمّ ذلك من خلال جعل الطفل يكتب بعض الرسائل المتعلّقة بالعيد، ثمّ وضعها في مُلصقات مُستخدماً ثلاث لغات مختلفة أو أكثر
كما يُمكن مساعدة الطفل على كتابة الملصقات باللغات الأجنبية أو البحث عن محتواها عبر الإنترنت، ثمّ زخرفة الملصقات، وتعليقها في مختلف أرجاء المنزل
...في البلد الذين يعيشون فيه ..تعد من مظاهر الاحتفال بالعيد، كما يُمكن للوالدين أن يُساهما في البحث عن الأزياء المثيرة للاهتمام لدى أطفالهم وسهلة الارتداء، وذلك من أجل تحفيزهم على ارتدائها؛ مثل: القبعات، والعمائم، وغير ذلك.
وما رأيك في فكرة سباقات السرعة؟ تُساهم سباقات السرعة في تفريغ قدرٍ كبيرٍ من طاقة الأطفال قبل دعوتهم لتناول البوظة والحلويات في الأعياد، على سبيل المثال يمكن إجراء سباقات التتابع، وسباقات الأرجل الثلاثية، وغير ذلك من السباقات السريعة.
ويمكن السماح للمدعوين باختيار شركائهم في السباق أو ربطهم بشركاء جيّدين، ويتمّ اختيارهم بحسب أعمارهم، أمّا بالنسبة للأطفال الصغار فيمكن إشراكهم مع والديهم في المسابقات، كما يُمكن تحضير سباق العوائق مُسبقاً والسماح للمدعوين بالاستمتاع بالتسابق عبره.
ما رأيك في التخطيط لرحلة تتضمّن المشي في مسار مُحدّد في الهواء الطلق، والتخييم في البرية، مع الاستمتاع بقضاء الوقت حول النيران المشتعلة في المخيم، ممّا يُتيح للمدعوين إمكانيّة قضاء ليلة أو ليلتين بعيداً عن زحمة المدينة، وهي فرصة للتفاعل، والتواصل المباشر.
صناعة هدايا بسيطة من قِبل الأطفال بمناسبة العيد، وتقديمها لأصدقائهم وأقاربهم، أو قراءة قصة مُمتعة تتحدّث عن العيد للأطفال، مساعدتهم على ال في تقديم التبرّعات والطعام للمحتاجين والملاجئ.
ومشروبات العيد، كما يمكن إدخال الفرح والسرور لقلوب الأطفال في العيد من خلال تقديم الهدايا الجميلة لهم، ومنها: معدات إلكترونية للرسم، وبرامج للعب الألعاب الرقمية ثلاثية الأبعاد على جهاز الحاسوب.
لعبة اللغز، وهنا يُطلب من الطفل في هذه اللعبة تجميع صورة، ويمكن أن تكون هذه الصورة خاصة بالعيد كتجميع صورة خروف للإشارة لعيد الأضحى.
زجاجة ما بشكل مميز تحمل اسم الطفل، ساعة يد جميلة بألوان مميزة ومناسبة للأطفال، ويمكن أن يتمّ طباعة صورة الطفل عليها.
أكواب لشرب الحليب والمشروبات الأخرى والتي تحتفظ بالحرارة والبرودة، دفاتر المذكرات، حيث يمكن تقديم دفتر جميل وبألوان ورسومات مميزة ليكتب الطفل عليه مذكراته اليومية.
يجب أن نذكر أطفالنا بأن هناك فقراء ومساكين لا يتذوقون اللحم إلا في أيام العيد، أي مرة واحدة في السنة، وعليه أن يشكر الله على نعمه. عليه ألا يذكر الخير والنعمة والثراء التي يحيا بها أمام أصدقائه وجيرانه الأقل مستوى منه؛ لأن العيد هو الشعور بالآخرين وتقدير مشاعرهم. إن الوقوف على جبل عرفات بالحج يعني الامتثال لإرادة الله وهذه الحكمة منه، ويعني الطاعة لله حتى لو خفيت علينا الحكمة، مثلما هو رمضان يعني الصيام.
يعني أن نوزع أفضلها على الفقراء؛ لأن "الله طيب لا يقبل إلا الطيب ". إهداء جزء من اللحوم للأقارب والمعارف يعلمنا سنة محببة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أنه كان يقول: تهادوا تحابوا. يجب أن نذكر أطفالنا بقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، وأن الابن قد امتثل لأبيه حتى في الرؤيا التي رآها، وقد نجاه الله من الذبح جزاء طاعته. العيدية ليست فرضاً في العيد، ولا الملابس الجديدة
وهنا يجب أن نبث في أطفالنا روح القناعة بأن العيد لا يعني الإسراف، ولكنه يعني التزاور والإحساس بالآخرين. اطلبي منه أن يوصل اللحم إلى بيوت الفقراء، وأن لا يتحدث بما قام به أمام الآخرين، وبذلك يتعلم أن عمل الخير يكون خالصاً لوجه الله
اصطحبي طفلك في زيارة الأرحام وكبار السن، لكي يتعلم كيف يكون باراً وواصلاً، وبذلك يعرف أن العيد ليس لعباً ولهواً فقط
0