تعتبر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير من الجامعات المغربية المتميزة بنظامها التعليمي وتركيزها على البحث التطبيقي والابتكار الموجه إلى حل إشكاليات وتحديات القارة الإفريقية.
وتقع الجامعة على مساحة شاسعة بمدينة بنجرير ضمن مشروع إيكولوجي ومثالي غير مسبوق يحمل اسم “المدينة الخضراء محمد السادس”، التي ستمتد على مساحة ألف هكتار لفائدة 100 ألف نسمة.
وعكس المؤسسـات الأكاديمية التقليدية، تعتبر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية منصة تجارب وفضاءً حياً للفرص ومدرسة حياة، ومثالا مصغرا للعالم الخارجي بتحدياته وآفاقه وفرصه.
وتنخرط الجامعة، التي تضم طلبة من مختلف الطبقات الاجتماعية، في مسار بيداغوجي مبتكر يضع التعلم بالممارسة والتجريب والتطبيق في قلب اهتمامات التكوين والبحث، لإثارة فضول وإبداع الطلبة والباحثين.
في هذا الحوار، يُحدثنا هشام الهبطي، رئيس هذه الجامعة، الفريدة من نوعها، عن حصيلة المؤسسة منذ بدايتنا سنة 2017 وسر تميزها وطموحها لمعالجة إشكاليات وتحديات القارة الإفريقية بعقول إفريقية مبدعة.
افتتحت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يناير من سنة 2017 في بنجرير، وهي جامعة تتواجد مؤسساتها أيضاً في العيون والرباط وخريبكة.
وعرفت الجامعة تطوراً ملحوظاً منذ بدايتها، إذ تحتضن اليوم حوالي 3500 طالب في مختلف أسلاك الإجازة والماستر، و400 باحث في الدكتوراه وأكثر من 100 طالب في مرحلة ما بعد الدكتوراه، وحوالي 160 أستاذاً باحثاً.
هذه الأرقام تستجيب للمهمة الأولى للجامعة المتمثلة في التموقع كمركز للبحث العلمي والابتكار في خدمة الإشكاليات والتحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، مثل الأمن الغذائي والتصنيع المستدام والتغير المناخي.
وتتم مواكبة هذه المنظومة بالمختبرات الحية، وهي منصات تجريبية واقعية المقاييس للبحث التطبيقي، منها حقل الطاقة النظيفة في بنجرير، بشراكة مع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، ومزرعة تمتد على مائة هكتار تتيح للطلبة تطبيق الابتكارات التي يشتغلون عليها. كما نتوفر على أكبر “مركز بيانات” في المغرب قرب الجامعة، وهو ما يُمكن الطلبة والباحثين من الولوج إلى قدرة حسابية مهمة جداً.
لدينا طلبة مغاربة و20 جنسية أجنبية، خصوصاً من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى طلبة من أوروبا وأميركا وآسيا، في إطار التبادل ما بين الجامعة ونظيراتها في العالم.
ونعتمد في التدريس النظامين الفرنسي والإنجليزي. وهناك مادة لعلوم الهندسة لا تُقدم فيها دروس نظرية، بل دروس تطبيقية فقط، وهو نظام تعتمده الجامعات الأنكلوساكسونية. في النهاية نحاول اعتماد الأحسن من بين جميع الأنظمة التربوية.
لدينا شعبة حول الذكاء الجماعي، وجامعتنا هي الأولى في العالم التي تعتمد ماستر في هذا الموضوع الذي يعالج كل ما يتعلق بالفرد وعمله الجماعي بالاعتماد على علوم عدة، منها علم الأعصاب والتاريخ والفلسفة والاجتماع.
كما اعتمدنا في الجامعة طريقة جديدة لجعل طلبتنا علماء في الحاسوب، من خلال إدراج مادة علوم الحاسوب في الأقسام التحضيرية عوض اعتمادها في ما بعد.
يمثل الطلبة المستفيدون من المنحة الدراسية في الجامعية أكثر من 70 في المائة، والشرط الوحيد لولوج الجامعة هو التميز، وذلك بعد دراسة ملف الطالب ووضعه الاجتماعي عبر مؤسسة ابن رشد.
طموحنا هو توفير فرصة لجميع المغاربة والأفارقة من أجل البحث العلمي عالي الجودة، أي تمكين الأفارقة من معالجة ودراسة ومجابهة كل التحديات التي تواجه القارة بفضل مواطنيها. ونحن في الطريق الصحيح لنصبح جامعة كبيرة ووجهة لجميع الباحثين المهتمين بإفريقيا.