عمال يفرزون الطرود المباعة لتوصيلها خلال "يوم العزاب" أمس."الفرنسية"
"الاقتصادية" من الرياضسجلت مجموعة علي بابا الصينية مبيعات قياسية خلال مهرجان التسوق بمناسبة "يوم العزاب"، بلغت 540.3 مليار يوان (84.5 مليار دولار)، في دفعة قوية تحتاج إليها شركة التجارة الإلكترونية العملاقة بعد عام من الخضوع لعمليات فحص مشددة من الجهات الرقابية.
وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن مبيعات علي بابا بنهاية الخميس فاقت حجم مبيعاتها التي تم تسجيلها في يوم العزاب العام الماضي بزيادة 8.5 في المائة عن العام الماضي، والتي بلغت 498.2 مليار يوان.
وقد يهدئ هذا الأداء القوي مخاوف المستثمرين بعد تراجع قيمة أسهم الشركة 30 في المائة، خلال العام الجاري، الذي شهد تكبيد علي بابا غرامة احتكار قياسية بقيمة 2.8 مليار دولار وإخفاقها للمرة الأولى خلال عامين في تحقيق عائداتها المستهدفة.
وارتفعت أسهم علي بابا 2.4 في المائة في ختام التعاملات في الأسواق الأمريكية أمس الأول، ويعتمد خبراء الاقتصاد منذ فترة طويلة على أحجام المبيعات لتقييم سلامة الاقتصاد الصيني، وكذلك أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في البلاد، وواجهت علي بابا خلال الأعوام الأخيرة منافسة ضارية من خصوم مثل "جي دي دوت كوم" و"بيندودو"، ولا سيما بعد أن قدمت هذه الشركات وغيرها عروضا وخصومات بمناسبة "يوم العزاب".
كما تواجه الصين أيضا موجة تفش جديدة لجائحة كورونا، هي الأقوى من نوعها منذ تفشي الوباء في نهاية 2019، ما دفع السلطات الصينية إلى اتخاذ إجراءات حادة للسيطرة على الجائحة قد تلقي بظلالها على النشاط الاقتصادي في البلاد.
ويندفع المستهلكون في "يوم العزاب" كل عام في الصين إلى طلب ملايين المنتجات من ملابس ومواد غذائية وأجهزة كمبيوتر وغيرها، بأسعار مخفضة على هواتفهم الذكية.
لكن مجموعة علي بابا، التي تراقبها سلطة ضبط الأسواق بدقة منذ أشهر، لأنها متهمة بممارسات تجارية غير نزيهة وتشجيع نزعة استهلاكية غير سليمة، قللت على غير عادتها، من أهمية الرقم الجديد.
وقالت المجموعة في بيان إن "قيمة المبيعات لم تعد المؤشر الوحيد للنجاح"، ويعد "يوم العزاب" أكبر حملة مبيعات في العالم ويتقدم على (بلاك فرايداي) الأمريكية.
وتنظم المجموعة، التي تتخذ من مدينة هانغتشو (شرق الصين) مقرا لها، حملة إعلامية كبيرة تعرض خلالها على شاشة عملاقة في الوقت الفعلي حجم الصفقات، التي تتم على منصاتها.
لكن علي بابا تعمل بتحفظ منذ العام الماضي عندما انتقد مؤسسها جاك ما سلطة ضبط الأسواق، التي اتهمها بعرقلة تطوير شركته.
وكانت السلطات قد فرضت وقف الاكتتاب العام الضخم (34 مليار يورو) لشركة "أنت غروب" الذراع المالية للمجموعة بسبب قلقها من احتمال تأثير هذه العملية في النظام المالي.
وفرضت على المجموعة بعد ذلك غرامة قدرها 2.3 مليار يورو لاستغلال موقعها المهيمن، وتتهم المنصة بمنع التجار من بيع منتجاتهم على منصات منافسة أو استخدام خوارزميات لتقديم نصائح شراء على المستهلكين.
وقال كريس تونج، مدير التسويق في المجموعة "في البدايات (يوم العزاب) كنا نركز على النمو بالطريقة نفسها التي يركز فيها الآباء على حجم وقوة طفلهم".
وأضاف "لكن عندما يصبح طفلهم مراهقا، يركز الآباء على تطوير إحساسهم بالمسؤولية، والدور الذي يلعبونه في المجتمع وهذا ما نقوم به الآن"، فيما يبدو تكرارا لرسالة الحكومة.
وأعلنت شركة مجموعة "جي دي.كوم" المنافسة الكبرى لعلي بابا مبيعات بقيمة 271 مليار يوان (37 مليار يورو)- بزيادة حادة تبلغ نحو 28 في المائة على أساس سنوي.
وتقول المنصتان المتنافستان إنهما سجلتا مبيعات كبيرة في بعض السلع، خصوصا الأجهزة المنزلية والإلكترونية ومنتجات الحيوانات الأليفة حتى مستحضرات التجميل.
ونظم عمالقة التجارة الإلكترونية في الصين، في مقدمتها "علي بابا" أمس الأول، "يوم العزاب"، لكن بزخم أقل من المعتاد في هذه المناسبة السنوية، في ظل تشديد بكين قيودها التنظيمية على القطاع.
وهذا الموعد العالمي الرئيس لقطاع التجارة الإلكترونية في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) يثير كل عام في الصين حماسة لدى المستهلكين لطلب ملايين المنتجات بأسعار مخفضة، من أجهزة الكمبيوتر إلى الملابس مرورا بالطعام.
عادة ما تكون هذه الخصومات مصحوبة بحملات إعلامية مكثفة من علي بابا، مع شاشة عملاقة تظهر في الوقت الفعلي تطور حجم المبيعات التي تصل عموما إلى عشرات مليارات الدولارات.
لكن هذا العام، حلت المناسبة بخجل دون إحصاءات مباشرة أو مظاهر احتفالية من جهات كبرى في القطاع مثل علي بابا أو منافستها "جي دي.كوم". وقد التزمت وسائل الإعلام الرسمية الصمت بصورة شبه كاملة، بعدما كان الحدث يحتل في العادة صدارة الأخبار، وفقا لـ"الفرنسية".
وتدل هذه المؤشرات على أن الحملة الحكومية، التي تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى لها تأثير في القطاع.
ويتفق الخبراء مع ذلك على أن الحزب الشيوعي الحاكم يسعى بصورة رئيسة إلى تنظيم ممارسات القطاع دون إعاقة تطوير التجارة الإلكترونية بشكل دائم.
ولا يزال هذا القطاع مهما في سياق السياسة الحكومية الرامية إلى تركيز الاقتصاد الوطني بشكل أكبر على الاستهلاك المحلي وبدرجة أقل على الصناعة التحويلية والصادرات.
وتعتمد علي بابا تكتما منذ العام الماضي بعد اتهام مؤسسها جاك ما للهيئات الناظمة الصينية بعرقلة تطوير شركته.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصدرت الحكومة إرشادات خاصة بـ"يوم العزاب"، مذكرة عمالقة التجارة الإلكترونية بمنع التلاعب بأسعار المبيع أو بيع منتجات مقلدة.